الصحافة والإعلام الرقمي في عصر الذكاء الاصطناعي

قراءة في كتاب ” الصحافة والإعلام الرقمي في عصر الذكاء الاصطناعي ”

يواجه الإعلام التقليدي تحديا حقيقا في عصر التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، ويتمثل المستقبل في مدى قدرته على مواكبة هذه التغيرات التي ألقت بظلالها على صناعة الإعلام بشكل عام والرقمي على وجه الخصوص . .. مما يتطلب إعادة النظر في تطوير المناهج و المقررات الدراسية التي تطرحها كليات الاتصال والإعلام بما يحقق التفاعل مع احتياجات الثورة الصناعية الرابعة وتقنيات الذكاء الاصطناعي ويسهم في ذات الوقت في الاستفادة من التقاليد الراسخة للعمل الإعلامي في بناء ثقافة إعلامية جديدة مواكبة للعصر.

وتأتي أهمية الكتاب الذي يقدم رؤيه حول التحول في أساليب الممارسة الإعلامية استنادا إلي التقنيات الحديثة والتي بات جزء كبير منها يتحول نحو تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والذي يشتمل علي العديد من المفاهيم المستحدثة التي تطورت خلال فترة زمنية قصيرة مثل  ” الواقع المعزز والواقع الافتراضي والبلوك تشين وصحافة الروبوت ” ،وغيرها من التقنيات والتي توفرها بيئة الإعلام الرقمي والتي  أعادت تشكيل الممارسة الإعلامية سواء على مستوى إنتاج وسرد المضمون بأساليب تتوافق وطبيعة المنصات الرقمية من جهة والتحول في أساليب تعاطي الجمهور الرقمي مع هذه المضامين من جهة أخرى . وتبعا لهذه التطورات يقدم الكتاب محاولة جادة ورصينة لرصد التغيرات التقنيات التي طرأت في مجال تقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي والتي ألقت بظلالها على واقع الممارسة الإعلامية في البيئة الرقمية، حيث يستعرض من خلال اربعه عشر فصلا هي عدد فصول هذا الكتاب وبشكل متسلسل التطورات والتقنيات والأدوات والمفاهيم المستحدثة والمرتبطة بالإعلام الرقمي  

ويقدم الفصل الأول نبذه ومقدمة تاريخية حول تطور تقنية الإعلام وما ارتبط بذلك من تسلسل زمني خاص بظهور شبكة الإنترنت كما يستعرض هذا الفصل التطبيقات التقنية لشبكة الإنترنت وأجيال الويب، و يقدم أيضا شرح وافي ومفصل لمنظمة الايكان وهي الجهة المسئولة عن التحكم في الإنترنت وإصدار المواثيق المنظمة لعمله

ويعرض الفصل الثاني المفاهيم المرتبطة بالإعلام الرقمي كما يرصد تداعيات التحول نحو الرقمية في الممارسة الإعلامية وما يرتبط بها من تحديات بالإضافة تسليط الضوء علي العديد من الموضوعات المرتبطة بمفهوم الاعلام الرقمي مثل مفهوم الفجوة الرقمية بينما  يهتم الفصل الثالث بعرض مفهوم الاندماج الإعلامي باعتباره أحد تطبيقات الاعلام الرقمي كما يشرح مستقبل إنتاج الأخبار الرقمية في ضوء الاندماج الإعلامي . وفي الفصل الرابع تم الانتقال إلي مستوى الوسائط المتعددة الرقمية حيث تم استعراض أشكال وأنماط هذه الوسائط والكيفية التي يمكن من خلالها بناء المضامين الصحفية باستخدام مشاريع الوسائط المتعددة الرقمية. ويستعرض الفصل الخامس الاتجاهات الحديثة في بناء المضامين الإخبارية متعددة الوسائط حيث يعرض لمفاهيم جديدة مثل مفهوم قصص الفيديو جراف والكروس ميديا Cross media  والقصص الإخبارية المصورة والقصص الإخبارية بأسلوب البطاقات وكلها أساليب في  سرد وبناء المضامين الرقمية  فرضتها التقنيات المستحدثة لشبكة الإنترنت .

ويكرس الفصل السابع لعرض نظرة عامة على أوضاع المحتوى العربي على شبكة الإنترنت واشكاله ومعوقات إنتاجه، وما يرتبط بحقوق الملكية الفكرية وهي جوانب قانونية ذات صلة بإنتاج المحتوى للمنصات الرقمية المختلفة. ويهتم الفصل الثامن بأساليب وقنوات توزيع المحتوى سواء عبر التوزيع المباشر أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو من خلال تطبيقات الهواتف الذكية كما يعرض لسمات جمهور المنصات الرقمية بالإضافة إلي أداة تحليل جوجل وهي أحد الأدوات المتخصصة لفهم جمهور المنصات الرقمية .

يتناول الفصل التاسع التصاميم المعلوماتية ” الإنفوجرافيك “ من حيث النشأة ومحددات الإنتاج ، وهي واحدة من أكثر الموضوعات انتشارا وذات صلة عميقة بالتحول في ممارسة إنتاج المضامين في بيئة الاعلام الرقمي.

يركز الفصل العاشر على الاعلام الرقمي ومفهوم البيانات الضخمة باعتبارها أحد اهم إفرازات التدفق المعلوماتي عبر شبكة الإنترنت كما يستعرض الاستخدامات الإعلامية لتقنية البيانات الضخمة. بينما يتناول الفصل الحادي عشر واحدة من أهم الاتجاهات المستحدثة في عالم الإعلام الرقمي وهي صحافة البيانات، حيث تم من خلال هذا الفصل استعراض لأهم التجارب العالمية والعربية في مجال صحافة البيانات كما تم استعراض الترابط بينها وبين مفهوم البيانات الضخمة وبينها وبين صحافة الإنفوجرافيك. بالإضافة إلي إجراءات عملية لبناء قصص إخبارية مدفوعة بالبيانات. ويقدم الفصل الثاني عشر مدخل لمفهوم الذكاء الاصطناعي وأنماطه وكما يعرض لشبكات الجيل الخامس وطرق التحول نحو مجتمعات الذكاء الاصطناعي

ويعرض الفصل الثالث عشر للإعلام الرقمي القائم على تقنيات الذكاء الاصطناعي حيث تناول هذا الفصل مجموعة من التقنيات الحديثة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي مثل صحافة الواقع الافتراضي وانماط الاندماج في الصحافة الغامرة وصحافة الروبوت وتقنيات الواقع المعزز بالإضافة إلي صحافة الدرون  وتطبيقات تقنية البلوك تشين التي تدعم الصحافة التقليدية .

وأخيرا يستعرض الفصل الرابع عشر شبكات التواصل الاجتماعي باعتبارها أحد اهم المنصات الرقمية التي ارتبطت مؤخرا بالتحول في الممارسة الإعلامية خاصة في نشر المحتوى كما يتناول زوايا جديدة ذات صلة بالتواجد الرقمي على شبكات التواصل الاجتماعي مثل الهوية الشخصية والادمان الرقمي وإشكالية الخصوصية والتحول في خوارزميات هذه الشبكات.