تعرف “المسؤولية الاجتماعية” للشركات أو “المسئولية المجتمعية” أنها الأنشطة التطوعية التي تقوم بها الشركة للعمل بطريقة اقتصادية واجتماعية ومستدامة بيئيا. فالهدف الرئيس من برامج المسؤولية الاجتماعية هو تعزيز الاستدامة.
تتركز أعمال المسئولية الاجتماعية في العمل التطوعي حيث تشجع الشركات موظفيها على العمل التطوعي، وفي حماية البيئة فهناك شركات رائدة وضعت برامج لحماية البيئة المستدامة، وفي المعاملة الأخلاقية للعاملين، ودعم الأعمال الخيرية. فمفهوم المسئولية الاجتماعية يتناول عددا من الموضوعات مثل
- حكومة الشركات
- دعم برامج الصحة والسلامة
- تقليل الآثار البيئية
- تهيئة البيئة المناسبة في ظروف العمل
- حقوق الإنسان
- المساهمة في التنمية الاقتصادية
على الرغم من أن الوعي بالمسئولية الاجتماعية يجد تناميا من قبل القطاعات الحكومية والإعلامية في دول الخليج العربي إلا أن هناك ممارسات خاطئة تنتهجها بعض الشركات المحلية كالبنوك وغيرها
الممارسات الخاطئة للمسئولية الاجتماعية
إذ تستخدم المسئولية المجتمعية لتسويق خدماتها وتحسين الصورة الذهنية للمؤسسة لإبراز علامتها التجارية. وفي رائي أن المبادرات المحلية من قبل بعض الشركات التجارية هي مجرد تبرعات واحتفالات في مناسبات معينة، ولا ترقى إلى المعنى الحقيقي للمسئولية الاجتماعية المستدامة، التي تهدف إلى خلق برامج متنوعة على المدى الطويل لخدمة المجتمع ورد الجميل له لأن أرباح هذه الشركات قائم على هذا المجتمع. ويجب على الشركات الوطنية أن تكون مبادراتها لتعزيز المصلحة العامة للمجتمع بخلق برامج ذات إثر ملموس في التنمية المستدامة، وتلبية احتياجات المجتمع، والاستخدام الأمثل للموارد.

فرص رائعة
هناك فرص رائعة أمام الشركات الخاصة لدعم البرامج التي تحد من بطالة الشباب وتأهيلهم للعمل، ودعم البرامج التطوعية المجتمعية التي تتبناها الأندية والمراكز المجتمعية في مختلف المناطق، ودعم القطاعات التي تسعى للتقليل من استهلالك الطاقة. ودعم المراكز والهيئات التي تسعى لمكافحة الفقر ومساعدة الاسر المحتاجة وذوي الاحتياجات الخاصة، كذلك دعم المؤسسات المجتمعية التي تسعى لتخفيف معاناة المصابين بالأمراض المزمنة كالسرطان وغيره، كذلك أطلاق الحملات التوعوية بين فئات المجتمع عن كافة الأمراض المزمنة المنتشرة محليا.
هناك اتجاه عالمي متزايد نحو إدراج برامج المسئولية الاجتماعية ضمن أجندة العلاقات العامة والتسويق في الشركات حيث تعمل الشركات الكبرى عالميا على الاهتمام بالمسئولية الاجتماعية من خلال خلق برامج ومبادرات للمجتمع. ومن التجارب العالمية الناجحة تبرعت شركة “تومز” للأحذية بجزء من مبيعات النظارات التي تصنعها الشركة لرعاية البصر للأطفال المحتاجين. ويشارك موظفو الشركة في حملة الأحذية السنوية حيث يسافرون ويتبرعون بمجموعة متنوعة من السلع للأطفال.
ومن الممارسات الرائعة للشركات العالمية في تبني المسئولية الاجتماعية والرائدة ما تقوم به شركة سيمنز الألمانية التي تنتج تقنيات لإنتاج الطاقة البديلة، وتوفير المعدات الطبية، وأنظمة التدفئة التي تحافظ على الطاقة. أيضا شركة “جنرال ألكتريك” يتطوع موظفيها أكثر من مليون ساعة سنويا وتقدم الشركة تبرعات للأطفال الذين يعانون التوحد كما تدعم برامج محو الأمية. أيضا وفرت شركة “كيسكو” مبادرات رائعة للمسئولية الاجتماعية من خلال دعم مشروعات التعليم، والرعاية الصحية، والإغاثة في حالات الكوارث للمناطق المحتاجة إذ سجل موظفي الشركة نحو 160 ألف ساعة تطوعية في جميع أنحاء العالم في السنة الواحدة.

تجارب عالمية
إيكيا
تؤمن السلسلة الضخمة السويدية المتخصصة في الأثاث في جميع أنحاء العالم أعمالها لدعم المجتمعات في الأزمات، من خلال بناء المدارس أو التبرع بالدم ، أو تسهيل الوصول إلى مياه الشرب. في الآونة الأخيرة ، منحت مؤسسة ايكيا مبلغ 2.3 مليون دولار لتوفير الكهرباء النظيفة لمليون شخص في الهند وشرق إفريقيا.
ليفيز
جعلت الشركة التي تصنع الجينز شيئًا من المسؤولية الاجتماعية من خلال مبادرات مثل Water Less ، التي تقلل بشكل كبير من استخدام المياه في التصنيع – بنسبة تصل إلى 96 بالمئة لبعض الأساليب. منذ أن أطلقت الحملة هذا البرنامج في عام 2011 ، أنقذ ليفي أكثر من مليار لتر من الماء. بحلول عام 2020 ، وتتوقع الشركة تصنيع 80 في المئة من منتجاتها من خلال هذه العملية بزيادة 25 في المئة.
جنرال إلكتريك
في عام 2016 وحده أسهمت مؤسسة جنرال إلكتريك بمبلغ 88 مليون دولار في البرامج المجتمعية والتعليمية، والتي تتركز في تطوير الصحة التي وضعتها المؤسسة للوصول إلى الرعاية الصحية للمجتمعات المحتاجة في جميع أنحاء العالم.
سيلز فورس
يلخص مارك بينيوف ، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة Salesforce ، المسؤولية الاجتماعية للشركات عندما يقول: “إن العمل في مجال الأعمال هو تحسين حالة العالم”. وأعلنت الشركة في فبراير 2018 عن إطلاق برنامجها الخيري الجديد ، والذي يربط بين الشركات والموظفين والمؤسسات غير الربحية على نطاق واسع. يمكن للموظفين الآن تتبع وتأدية تأثيرهم الخيري ، والعمل الجماعي مع زملائهم في العمل لجمع التبرعات والتطوع.
بي أم دبليو
صنّفت شركة بي أم دبليو من أكثر شركات السيارات استدامة في العالم من قبل مؤشر داو جونز منذ عام 1999 ، وهي معروفة ببرامجها التي تسهم في التعليم، والتفاهم بين الثقافات. يتمثل أحد البرامج من خلال حملة “سبل العيش للشباب” ، التي تدعم 400 شاب في الهند يتعلمون مهارات الكمبيوتر واللغة الإنجليزية الأساسية.
ديل
لقد نفذت شركة ديل خطة الخير لعام 2020 كالتزامها “بتحقيق تقدم بشري” من خلال الاستدامة البيئية ، ومعالجة تحديات المجتمع ، ومسؤولية سلسلة التوريد العالمية ، وفي الوقت الحالي ، تشارك Dell شراكة مع Camera Education لتقديم 16 مليون ساعة من التدريب في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى 3000 معلم في إثيوبيا، والذين يمكنهم بدورهم توصيل الكمبيوتر إلى الفصول الدراسية خاصة الشباب .
والت ديزني
تحتل شركة ديزني ، الشركة الأولى في صناعة الترفيه. وتتمثل المهمة الاجتماعية للشركة في تقوية المجتمعات “من خلال توفير الأمل والسعادة والراحة للأطفال والعائلات الأكثر احتياجًا لها” من خلال تقديم أكثر من 400 مليون دولار إلى المنظمات غير الربحية في عام 2016. ويشجع برنامج الشركة “التطوع السنوي” والذي يحض الموظفين على التبرع بالوقت ، والذي وصل إلى 2.9 مليون ساعة خدمة منذ عام 2012 بهدف الوصول إلى خمسة ملايين ساعة من خدمة مجتمع الموظفين بحلول عام 2020.
رأي واحد حول “تجارب عالمية ناجحة للمسئولية الاجتماعية”
التعليقات مغلقة.