تعد إدارة الاتصال المؤسسي من الإدارات الاستراتيجية في المنشآت وتشارك في صنع القرار لدورها في كسب رضا الجمهور الداخلي والخارجي، ومواجهة الأزمات الإعلامية والتخفيف من حدتها، وحماية الهوية والسمعة المؤسسية. وهي ضمير المؤسسة لقدرتها على صناعة المحتوى الذي يجذب الجمهور ويخلق التفاعل والولاء، وبناء علاقة حميمية مع وسائل الإعلام، والتواصل الفعال لتقليل الفجوة بين الاتصالات الداخلية والخارجية وتوحيد الرسالة الاتصالية.
هناك مفاهيم مغلوطة عن الاتصال المؤسسي البعض يراه اتصال تنظيميا واخرون يرونه اتصال تسويقيا وآخرون يعتقدون أنه يتبع للعلاقات العامة، وهذا خطأ في المفهوم فالاتصال المؤسسي مظلة لجميع الاتصالات التنظيمية والتسويقية
لبناء استراتيجية اتصال ناجحة اتبع الخطوات التالية:
- فهم الاستراتيجية العامة للمؤسسة
- تقييم الوضع الحالي للمؤسسة
- تحديد أهداف الخطة الاتصالية
- التعرف على الجمهور المستهدف وتصنيفهم
- تصميم الرسائل الاتصالية
- تصميم استراتيجية الاتصال
- إعداد الميزانية
- توزيع المهام وخطة العمل
- إعداد الجدول الزمني
- تقييم الأداء
الاتصال المؤسسي ليس وسيلة دفاعية إنما أداة للتواصل والشفافية تنقل الصورة الحقيقية من خلال الجهود الاتصالية لكسب ثقة الجمهور واقناعه برسالة المنظمة. ولا يمكن تحسين الصورة الذهنية والسمعة قبل أن تعالج المشكلات الادارية مع الجمهور الداخلي والخارجي، ومن ثم تدقيق الحالة الاتصالية للمنظمة ومعرفة نقاط القوة والضعف والفرص المتاحة والتحديات. هناك اعتقاد خاطئ يرى أن النجاح في زيادة الظهور الإعلامي، مع أن جودة الخدمات والمنتجات والمحتوى هي الأولى بالاهتمام. ولا يمكن أن تنجح المؤسسة دون تكامل الاتصالات الإدارية والتنظيمية والتسويقية تحت مظلة واحدة؛ لتوحيد ظهورها الإعلامي ولتكون رسالتها منتظمة ومؤثرة لتصل إلى الهدف المنشود.

قدرة القيادات العليا على التواصل وامتلاك المهارات الاتصالية والتعامل الأمثل مع وسائل الإعلام من أسس نجاح سمعة المنظمات، وفي زمن الانفتاح الإعلامي ووجود الشبكات الاجتماعية ولى زمن الأبواب المغلقة وأصبح لزاما على القياديين الانفتاح والتواصل مع الموظفين وأصحاب المصلحة وسماع أراءهم ومقترحاتهم. ومن مسئوليات إدارة الاتصال المؤسسي إسعاد الموظف، ومن الخطأ أن تقوم بهذه المهمة إدارة الموارد البشرية؛ فأكثر من ينقل عبارات السخط والاستياء عن المنشأة هم الموظفين والتحدي الحقيقي كيف نجعل الموظفين سفراء حقيقين يدافعون عنه المؤسسة في غيابها، بل أن التحدي الأصعب هو تهيئة البيئة الحاضنة التي تعزز الابتكار وتقلل من تسرب الكفاءات.

يعتمد مجال الاتصال في الأساس على التخطيط وتحليل الجمهور المستهدف وصناعة المحتوى، ومن لا يقدر على التخطيط لا يقدر على إدارة دفة الاتصال؛ حتى وإن استعان بشركات العلاقات العامة التي قد لا تفهم ثقافة المنظمة والمجتمع، وترهق المؤسسات بأعباء مالية، وبدل من ذلك يمكن الاستثمار في الموظفين وتطوير مهاراتهم لإنهم الأبقى والانفع على المدى البعيد.
لقد أصبحت إدارات الاتصال والعلاقات العامة تستوعب من لا مهنة له، إذ تقوم كثير من القطاعات بتوظيف غير المتخصصين في إدارة الاتصال مما سبب صعفا وارتباك في تواصلها مع الجمهور. ويفضل أن يقوم بهذه المهام المختصين في مجال الإعلام والعلاقات العامة وصناع المحتوى لإنهم الأقدر على بناء الرسائل الإعلامية، وفهم وسائل الإعلام، وبناء الخطط الاتصالية، وفهم حاجات الجمهور واهتماماته.

يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.